جدول التنقل
- 1 نشأة وبدايات جيفري إبستين (1953 – 1974)
- 2 جيفري إبستين معلم رياضيات بلا مؤهل (1974 – 1976)
- 3 إنتقال جيفري إبستين إلى وول ستريت: سنوات «بير ستيرنز» (1976 – 1981)
- 4 تأسيس شركات جيفري إبستين ومخطط بونزي مع ستيفن هوفينبيرغ (1981 – 1988)
- 5 ترويج جيفري ابستين لشائعات الاستخبارات وجوازات السفر المزيفة
- 6 شركة إدارة الثروات ورجل الأعمال ليزلي ويكسنر (1988 – 2007)
- 7 صعود في عالم المشاهير (أواخر الثمانينيات – التسعينيات)
- 8 دور غيلين ماكسويل
- 9 أول بلاغ: ماريا وآني فارمر (1996)
- 10 الصحافة تقترب… وخطوة ترهيب جديدة (2003)
- 11 بلاغ بالم بيتش وبداية فكّ الخيوط (2005 – 2006)
- 12 من الاتهام إلى صفقة الإدانة المخفَّفة (2006 – 2008)
- 13 سنوات جزيرة إبستين والظل الثقيل (2009 – 2018)
- 14 سقوط الحصانة: الاعتقال الاتحادي الأخير (2019)
- 15 الوصية والانتحار المثير للجدل (أغسطس 2019)
- 16 ما بعد إبستين: إدانة غيلين ماكسويل
- 17 خاتمة
من هو جيفري إبستين؟ القصة الكاملة للملياردير الغامض… من نشأة عادية إلى نهاية مأساوية.
يتردّد سؤال من هو جيفري إبستين؟ كلما طُرِحت قضايا الاستغلال الجنسي، أو طُرِق باب الحديث عن إمبراطوريات المال المشبوهة وعلاقات النفوذ التي تعلو على القانون. إبستين – الذي جمع بين عبقرية رياضية نادرة، وشخصية كاريزمية، وبوصلة أخلاقية منفلتة – نجح في بناء شبكة علاقات أخفت جرائمه نحو خمسة عقود. التفاصيل الآتية تجمع كل خيط في مسيرته، من لحظة الميلاد عام 1953 حتى وفاته الغامضة عام 2019، مرورًا بالبلاغات الأولى ضده عام 1996، وصفقة عام 2008 المثيرة للجدل، ومحاكمته الاتحادية الأخيرة.
نشأة وبدايات جيفري إبستين (1953 – 1974)
- 20 يناير 1953: وُلد جيفري إدوارد إبستين في أسرة من الطبقة المتوسطة في نيويورك، وكان الابن الأكبر لشقيق واحد.
- طفولة ومراهقة جيفري خلت من أحداث لافتة باستثناء نبوغه في الرياضيات، الموهبة التي فتحت أمامه أبواب المال لاحقًا.
- التحق بالمدارس العامة ثم بالجامعة لدراسة الرياضيات والفيزياء، لكنه ترك الدراسة عام 1974 بلا شهادة.
جيفري إبستين معلم رياضيات بلا مؤهل (1974 – 1976)
- رغم افتقار جيفري إبستين لأي درجة جامعية، عُيِّن إبستين معلمًا للرياضيات في مدرسة دالتون المرموقة بنيويورك.
- لا يُعرف على وجه الدقة كيف نال الوظيفة، لتكون أول حلقة من حلقات الغموض في مسيرته.
- اشتكى منه الطلاب مرة واحدة فقط؛ وعام 1976 فُصل بسبب “سوء الأداء”.
إنتقال جيفري إبستين إلى وول ستريت: سنوات «بير ستيرنز» (1976 – 1981)
- فور فصل جيفري إبستين، تلقّى عرضًا من آلان غرينبيرغ رئيس «بير ستيرنز» بعد أن كان أولاد غرينبيرغ من طلابه، فانتقل إلى مجال المال.
- أظهر كفاءة عالية وبنى علاقات شخصية مع العملاء، حتى صار شريكًا محدودًا بعد أربع سنوات.
- 1981: طُرد لمخالفته قواعد الشركة، في بداية سلسلة طرد وانتقال متكررة.
تأسيس شركات جيفري إبستين ومخطط بونزي مع ستيفن هوفينبيرغ (1981 – 1988)
- أسّس جيفري إبستين شركة متخصصة في استرداد الأموال المنهوبة لعملاء تعرّضوا للاحتيال، كما عمل – بلا حرج – لمن نهبوا المال أنفسهم.
- 1987: التحق برجال الأعمال ستيفن هوفينبيرغ الذي كان يدير مخطط بونزي بأصول مزيفة وصلت قيمتها إلى 460 مليون دولار.
- زيَّف إبستين الأصول، وتلاعب بالأسهم، وأدار الأوراق المالية بصورة غير قانونية.
- حين سُجن هوفينبيرغ 20 عامًا، صمَت عن دور إبستين بعدما أوهمه بأنه «شاهد متعاون» مع وزارة العدل.
ترويج جيفري ابستين لشائعات الاستخبارات وجوازات السفر المزيفة
- روّج جيفري ابستين في دوائره الخاصة أنه عميل للاستخبارات المركزية (CIA)، امتلك جوازات سفر بأسماء مُزيَّفة استخدمها في الثمانينيات.
- لم تؤكّد الوكالة هذا الادعاء ولم تنفه، لكنه أسهم في تكريس هالةٍ أكسبته حصانة غير رسمية.
شركة إدارة الثروات ورجل الأعمال ليزلي ويكسنر (1988 – 2007)
- 1988: أنشأ شركة لإدارة الثروات لا تقبل عملاء تقل أصولهم عن مليار دولار، وتتقاضى رسومًا ثابتة لا نسبة أرباح.
- أكبر عملائه: ليزلي ويكسنر مالك علامات تجارية كبرى. بين 1991 و 2006 باع إبستين أسهمًا من أصول ويكسنر بقيمة 1.3 مليار دولار، ويزعم ويكسنر أن إبستين سرق منها 46 مليونًا (كشف ذلك بعد وفاة إبستين).
صعود في عالم المشاهير (أواخر الثمانينيات – التسعينيات)
- امتلك أغلى المنازل في نيويورك إلى جانب عقارات في بالم بيتش (فلوريدا)، نيو مكسيكو، باريس، وجزيرة «ليتل سانت جيمس» بجزر العذراء (اشتراها 1998).
- أصدقاؤه شملوا الرئيسين الأميركيين بيل كلينتون ودونالد ترامب، والأمير البريطاني أندرو، ونجومًا مثل كيفن سبايسي وودي آلن.
- صداقة وثيقة ربطته بالقطب الإعلامي روبرت ماكسويل، وشائع أن كليهما عمل على ابتزاز شخصيات نافذة بتسجيل فضائحهم الجنسية.
دور غيلين ماكسويل
- بعد وفاة والدها روبرت ماكسويل، أصبحت ابنته غيلين صديقة إبستين ثم حليفته وخليلته وشريكته في جرائمه لاحقًا.
أول بلاغ: ماريا وآني فارمر (1996)
- 1996: تقدّمت الرسامة ماريا فارمر (موظفة لدى إبستين) وشقيقتها آني (15 سنة) ببلاغ إلى الـ«FBI» تتّهمان إبستين وماكسويل بالتحرّش والاعتداء.
- لم يتحرّك التحقيق، واستمر إبستين في تهديد الأختين بالترغيب والترهيب.
الصحافة تقترب… وخطوة ترهيب جديدة (2003)
- أرسلت مجلة «فانيتي فير» الصحفية فيكي وورد لإعداد تحقيق عن إبستين.
- حين علم بتضمّن تقريرها بلاغ فارمر، سألها عن المستشفى الذي ستلد فيه توأميها وأبلغها أنه يعرف أطباءه جميعًا، في رسالة تهديد مبطَّنة.
- حُذفت قضية فارمر من التحقيق قبل النشر بأمر مدير التحرير.
بلاغ بالم بيتش وبداية فكّ الخيوط (2005 – 2006)
- 2005: أبلغت سيدة شرطة بالم بيتش عن رجل ثري استدرج ابنة زوجها القاصر لبيته واعتدى عليها مقابل 300 دولار؛ تبيّن أنه إبستين.
- قاد المحقق جو ريكيري تحقيقًا سريًا، فاكتشف شبكة تجنيد قاصرات من أسر فقيرة داخل المدارس الثانوية، كثيرات منهن جلبتهن ضحية تُدعى هالي روبسن (24 فتاة).
- داهمت الشرطة قصر إبستين، فوجدت حواسيب أزيلت أسلاكها حديثًا، ما يدل على علمه بالمداهمة مسبقًا.
من الاتهام إلى صفقة الإدانة المخفَّفة (2006 – 2008)
- 2006: رُفع ملف القضية إلى المدعي العام بفلوريدا ألكساندر أكوستا، وأحيل أيضًا إلى الـ«FBI» حيث أُعيد فتح ملف فارمر.
- وُجهت لإبستين تهمة واحدة: «الحثّ على الدعارة»، بدلًا من استغلال قاصرات جنسيًا. خرج بكفالة 3000 دولار فقط.
- 30 يونيو 2008: توصّل أكوستا ودفاع إبستين إلى صفقة يعترف فيها بالذنب مقابل 18 شهرًا في سجن بالم بيتش.
سجن «على الورق»
- حصل على إطلاق سراح للعمل: يخرج 12 ساعة يوميًا، 6 أيام أسبوعيًا.
- أمضى 13 شهرًا فقط، ثم وُضع تحت إقامة جبرية في قصره 12 شهرًا لم يلتزم بها.
- بعد إطلاق سراحه أقام حفلة بنيويورك حضرها مشاهير كثر، في استعراض لعودته القوية.
سنوات جزيرة إبستين والظل الثقيل (2009 – 2018)
- كان جيفري إبستين يقوم باستقدام القاصرات إلى جزيرته «ليتل سانت جيمس» بطائرته الخاصة، حتى لُقّبت بـ«جزيرة البيدوفيليا».
- قُدمت فتيات كهدايا لبعض ضيوفه البارزين، خصوصًا الأمير أندرو.
- موازاةً لذلك، عمل محامو الضحايا على إلغاء اتفاق عدم الملاحقة، بوصفه حرمهن من الشهادة.
سقوط الحصانة: الاعتقال الاتحادي الأخير (2019)
- 2019: أبطل القضاء الاتحادي الصفقة القديمة، واتُّهم إبستين بالتآمر لإخفاء الأدلة.
- عند عودته من باريس اعتُقل في مطار نيوجيرسي بتهمة الاتجار بالقاصرات.
- داهم الـ«FBI» منزله في نيويورك، فوجد مئات الصور العارية لقاصرات وجوازات سفر مزيفة.
- تبرّأ منه أصدقاؤه؛ ترامب صرّح بأنه «لم يحبه»، وكلينتون نفى زيارة الجزيرة.
- عرض فريق دفاعه كفالةً قُدّرت أولًا بـ100 مليون دولار ثم ربما وصلت إلى نصف مليار، لكن المحكمة رفضت.
الوصية والانتحار المثير للجدل (أغسطس 2019)
- 8 أغسطس 2019: حرّر وصية حوّل فيها ثروته (577 مليون دولار) إلى صندوق في جزر فيرجن، مبددًا فرص الضحايا في التعويض.
- 10 أغسطس: عُثر عليه مشنوقًا في زنزانته بسجن مانهاتن الفيدرالي.
- التقرير الطبي وصف الوفاة بالانتحار، لكن شقيقه مارك وعائلات الضحايا شككوا في ذلك؛ بعض الكسور في العنق اعتُبرت غير معتادة في حالات الشنق.
ما بعد إبستين: إدانة غيلين ماكسويل
- سقطت الدعوى بموت المتهم الرئيس، لكن خليلته غيلين ماكسويل حُوكمت وأُدينت بتهم الاتجار بالقاصرات والاعتداء.
- لا يزال الجدل قائمًا حول مدى تورط شخصيات عالمية نافذة في شبكة إبستين، والعديد من الوثائق لم يُكشف عنها بعد.
خاتمة
إن الإجابة عن سؤال من هو جيفري إبستين؟ تكشف عن نموذج لرجل استغل ذكاءه الرياضي وكاريزمته لبناء ثروة هائلة، وحصانة وهمية حمت جرائمه طويلًا. بدأت القصة بولادةٍ عادية عام 1953، مرورًا بوظيفة تعليم بلا شهادة، ثم صعود في وول ستريت، فتأسيس شبكة علاقات سياسية ومالية واجتماعية أخفت استغلاله الوحشي للقاصرات. انتهت الحكاية بعد 66 سنة بانتحار – أو ربما قتل – داخل زنزانة في سجن اتحادي، تاركًا وراءه مئات الضحايا وأسئلة بلا أجوبة حول دور المال والنفوذ في إفساد العدالة. ومع ذلك، فإن قضية إبستين تُعدّ درسًا صارخًا على أن الجرائم، مهما طال زمن إخفائها، قد تطفو إلى السطح عندما تتشابك شكاوى الضحايا وإصرار المحققين وتكشف هشاشة الحصانة الزائفة.